💃 وباء الرقص 1518: حين رقص الناس حتى الموت!

 

لوحة تاريخية تُظهر مشهدًا دراميًا من وباء الرقص 1518، حيث يرقص الناس في ساحة أوروبية وسط تعبيرات من الألم والانهيار.



في صيف عام 1518، شهدت مدينة ستراسبورغ (التي كانت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وتقع اليوم في فرنسا) واحدة من أغرب الظواهر في التاريخ الأوروبي: وباء الرقص. لم يكن مهرجانًا ولا طقسًا دينيًا، بل حالة هستيريا جماعية دفعت مئات الأشخاص إلى الرقص بلا توقف... حتى الموت.

🕯️ البداية الغريبة

في يوليو 1518، خرجت امرأة تُدعى فراو تروفيا إلى أحد شوارع ستراسبورغ وبدأت ترقص بجنون. لم تكن هناك موسيقى، ولم يكن هناك احتفال. فقط جسد يتحرك بلا توقف، وعينان غائبتان عن الواقع. استمرت في الرقص لأيام، ثم بدأ الناس ينضمون إليها واحدًا تلو الآخر.

خلال أسبوع، بلغ عدد الراقصين 34 شخصًا، وفي غضون شهر، وصل العدد إلى 400 شخص. بعضهم رقص حتى انهار من الإرهاق، وآخرون ماتوا بسبب النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.

🧠 التفسيرات المحتملة

في ذلك الوقت، اعتقد الأطباء أن السبب هو "زيادة في الدم الحار"، ونصحوا السلطات بالسماح للناس بالرقص حتى يفرغوا طاقتهم. فتم بناء منصات، واستُدعي موسيقيون، بل وفتحت قاعات للرقص... مما زاد من تفاقم الوضع.

أما التفسيرات الحديثة فتشمل:

  • الهستيريا الجماعية: نتيجة للضغوط النفسية، المجاعات، والأمراض التي كانت منتشرة.
  • تسمم الأرغوت: فطر يصيب القمح ويحتوي على مواد مهلوسة شبيهة بـ LSD.
  • طقوس روحية مكبوتة: ربما كان الرقص تعبيرًا عن حاجة داخلية للتحرر من القمع الديني والاجتماعي.

🎨 الفن يروي القصة

الصورة التي تراها في بداية التدوينة هي تصور فني لحالة الرقص الجماعي. وجوه متعبة، أجساد منهكة، ومدينة تراقب في صمت. التصميم يجسد التوتر بين التحرر الجسدي والانهيار النفسي، ويطرح سؤالًا عميقًا: هل كان الرقص هروبًا أم احتجاجًا؟

📚 لماذا نهتم اليوم؟

وباء الرقص ليس مجرد حادثة تاريخية، بل مرآة تعكس كيف يمكن للإنسان أن يتفاعل مع الضغوط بطرق غير متوقعة. في عالمنا الحديث، لا تزال الهستيريا الجماعية تظهر بأشكال مختلفة: من الذعر الجماعي إلى الإدمان الرقمي.

القصة تذكرنا بأن الجسد والعقل والمجتمع مترابطون بشكل عميق، وأن الفن يمكن أن يكون وسيلة لفهم هذه الروابط.


0تعليقات